ثلاثون يوما حاسمة

تجتمع الهيئة الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية غدا الإثنين حيث سيدلي أعضاء المجمع الانتخابي بأصواتهم كما ينص الدستور، لتزكية انتخاب جو بايدن رئيسا لأمريكا بصفة رسمية بناء على نتائج التصويت الذي مالت كفته لصالحه بفارق مريح بحصوله على 306 صوت، مقابل 232 للرئيس دونالد ترمب.

وإذا اتفق وسارت الأمور بالطريقة هذه فإن المتوقع في هذه المرحلة أن يقبل ترامب بالنتيجة حسب ما صرح به من قبل . ولكن التصديق النهائي على النتيجة ستكون بعد اجتماع الكونغرس في السادس من ينايرالمقبل لفرز الأصوات الإنتخابية.

آخر محاولات ترامب المستميتة لقلب النتائج ، كان طلبه من المحكمة العليا التدقيق في الإمضاءات بأوراق الانتخابات في بعض الولايات مثل جورجيا،وسكنسن،مشيغن وبنسيلفانيا وغيرها. ولكن طلبه قوبل بالرفض أيضا بعد أن تم رفض طلبه قبل ذلك على مستوى الأجهزة القضائية لهاته الولايات.

هذه خلطة من الديناميت القابل للانفجار. وهذا على مايبدو، ماتتجه إليه الأمور حسب المعطيات الآنية . فترمب ليس بالخصم الهين الذي يمكن التعويل على عامل الوقت والأمر الواقع لإسكاته وإحباطه . فهو ومعظم منتخبيه لديهم قناعة بأن النتائج قد اختُطفت منهم عبر التزوير وهذا شيء مرجح جدا حسب المعطيات التي يقدمونها.

والآن ،إذا اعتُمد رسميا فوز بايدن فإن شريحة واسعة من المؤيدين لترامب قد يتحركون بطريقة يصعب التكهن بنتائجها. أما إذا فاز ترامب بطريقة درامية فإن نفس السيناريو ينسحب على أتباع الحزب الديموقراطي .

مع ذلك يبدو أن ترامب قد يقبل بالنتائج على مضض إذا ضمن الأغلبية في مجلس الشيوخ . ولذلك فإن المنصبين الشاغرين في جورجيا قد يحددان التوجه العام لسير الأمور وسوف تؤثر ربما على أجيال قادمة وأوضاع دول عديدة منها الشرق الأوسط.

السيناريو الأسوأ أن يفوز بايدن ويفوز مرشحا الحزب الديموقراطي بمقعدي الكنغرس بالإضافة إلى ضمانه للأغلبية في مجلس النواب. في هذه الحال نتوجس شرا من هذه التركيبة المتناغمة التي لن يردعها شيء لتمرير وتنفيذ مايراه من أوصلهم لمراكز القرار هذه .

لذلك نتمنى أن ينجح مرشحا جورجيا الجمهوريان لكبح هذه الآلة الجهنمية التي تتشكل من الآن وينقشع بعض من نذُر هذه الغيوم الداكنة الثقيلة التي تزحف فوق سمائنا وتكتم الأنفاس .