ساعات حاسمة !!! (3)

قد يبدو هذا طرحا سيرياليا . ولكن الأمور قد تنحو النحو الأسوأ خلال الساعات القادمة في مسار الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية وربما ستتحول إلى كرة ثلج قد تزعزع استقرار العالم برمته . ولكن مايطمئن ، أن فوز واحد على الأقل من العضوين الجمهوريين في ولاية جورجيا قد ينزل بردا وسلاما على الجميع باستثناء الكتلة الديموقراطية .

قد يكون نجاح كلا المرشحين الجمهوريين في عضوية مجلس الشيوخ كافيا لتسكين أعصاب ترامب الثائر وتسكين المخاوف من تفرد الديموقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ إضافة إلى مجلس النواب الذي يسيطرون عليه بالفعل ثم كرسي الرئاسة وبالتالي لن يوقفهم شيء لتمرير قراراتهم وهي تبدو مخيفة بالفعل . ولكن توقيت الإعلان عن فوز المرشحين في جورجيا لايتناغم مع توقيت إعلان المصادقة على فوز بايدن يوم غد . ولذلك قد يقرر ترامب ألا يتّكل على انتظار إعلان نتائج الفائزين عن جورجيا ولايقامر بتفويت فرصة الطّعن في نتائج الانتاخابات وبالتالي لديه فرصة لتأخير الإعلان رسميا عن الرئيس الفائز .

كل المعطيات الحالية والسابقة تدل على أنه لم ييأس أبدا في دفع أصحاب القرار السياسي والقضائي لإعادة فرز الأصوات بصورة صحيحة . مابجعبته الآن ليس سيئا البتة. فأكثر من عشرة نواب في مجلس الشيوخ سوف يعترضون غدا على تسمية بايدن رئيسا وهذا سيؤدي إلى إعطاء مهلة عشرة أيام لإعادة النظر في طعون ترامب في نتائج الانتخابات . وإذا ماتم ذلك فإنه على الأرجح سيفوز بسهولة كبيرة . ولكن اعتماد فوزه في الانتخابات الرئاسية سوف يفتح على أمريكا أبواب الجحيم . فمجموعة أنتيفا مثلا قد هاجمت بالأمس بيت النائب الجمهوري في ولاية ميزوري جوش هاولي بسبب إعلانه نيته الإنضمام للأعضاء الأحد عشر الذين قرروا الطعن بفوز بايدن غدا .

وإذا ما أضفنا في المقابل الحشد الجماهيري الأحمر المزمع انتشاره في جنبات البيت الأبيض غدا لمؤازرة الرئيس ترامب فإن الصورة القاتمة القادمة واضحة المعالم . هذا بالضبط ماتعول عليه الصين وإيران وبعض القوى الغربية التي أزعجها ترامب ونزع معظم حلمات الحليب التي كانت تمتصها في عهد جورج بوش وأوباما ومَن قبلهم . وسوف يقاتلون بالناب والمخالب والقرون لعدم السماح بعودة ترامب الذي يريدون أن يتخلصوا منه بأية طريقة . قد يكون التلاعب بالأصوات أونلاين أنعمها ومن يدري فقد يحتاجون لطريقة أكثر ابتكارا…!!!

ولكن الواضح والأكيد أن ترامب لن يسلّم المفاتيح و يفضّل إلقاءها في غياهب مثلث برمودا. وإلى حين العثور عليها يكون وُلد عالَم جديد من رحم العالم الجديد.