13 يوما حاسمة !

غادر المدعي العام الأمريكي وليم بار!!! لذا ابتداءً من الأسبوع المقبل ، سيتولى جيفري روزن منصب النائب العام بالنيابة خلال الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب.

ترامب كان يتحيّن الفرصة للتخلص من بار عندما خذله ولم يرضخ لمطالباته بالتحقيق الفوري في التلاعبات التي شابت الانتخابات . ولكن عندما تحرك ملف هانتر نجل جو بايدن مؤخرا، قويت ضغوط ترامب على المدعي العام بار باتهامه بالتواطؤ بتأجيل النظر في قضية هانتر إلى مابعد الانتخابات لإعطاء أكبر الحظوظ لفوز والده . لذلك لم يتردد ترامب في استغلال الظرف ودفعه للإستقالة .

الآن لدى ترامب فرصة للمحاولة مع المدعي العام الجديد روزن لدفعه لاتخاذ القرار بوقف كل المراسيم لتنصيب بايدن حتى إعادة عدّ الأصوات الانتخابية والتحقق من الإمضاءات و الدعاوى التي رفعها فريق ترامب بقيادة جيولياني . في هذه الحالة-إذا تمت- سيكون فوز ترامب مدوّيا وسيُنَصَّب رئيسا لفترة أربع سنوات القادمة .

السيناريو هونفسه المتوقع كما سبق ذكره في المقالة السابقة. فوضى عارمة سيطلق شرارتَها أنصارُ الحزب الديموقراطي قد لا تنتهي فصولها خلال شهور . مايهمنا أن إيران ستحاول استغلال هذا الدخان الكثيف للانطلاق في جني ثمرات الصبر المرّ الذي ذاقته خلال فترة حكم ترامب. ولكن الأكيد أن ترامب أبان أنه رجل فولاذي لم تؤثر فيه أحداث جسام واتهامات مزلزلة كاذبة وإجراءات عزل طويلة..فإصبعه كان دوما على الزناد ولا يتردد في الضغط عليه عند الحاجة . والصين لن تكون أسعد حالا من إيران بكل تأكيد بالإضافة إلى الكثير من الأشقاء الأروبيين الذين يتحسرون لرؤية خامنئي وزمرته يتوجعون .

أما في حال رفض المدعي العام الجديد الإنسياق لمطالب فريق ترامب وخسارته خلال احتساب التصويت النهائي للمجمع الانتخابي يوم السادس من يناير القادم فإن الفوضى العارمة أيضا قد تحل في عموم الولايات وتشتعل لشهور أيضا وقودها غضب عارم أحمر حانق في صفوف أنصار الحزب الجمهوري .

وصل عدد المسجلين في صفوف أفراد الجمهور الجمهوري اليوم للاحتفال بتنصيب ترامب رئيسا للفترة القادمة حوالي 400 ألف ..يمكن تخيل العدد يوم العشرين من يناير. هذا ينسج خيوط نفس السيناريو في الاتجاه المعاكس ولكن مع فرق أن إيران والصين ستحاول استثمار الزمن لصالحها في أقرب وقت ممكن تحت جناح الدخان الكثيف في أمريكا المتشرذمة ومدعومة بأصدقاء القارة العجوز والأهم بغياب الفيل الثائر ترامب.

هناك بصيص أمل كما أسلفنا في المقالة السابقة إذا نجح العضوان الجمهوريان بولاية جورجيا في ترشيحات مجلس الشيوخ حيث تصير الأغلبية للجمهوريين مما ينقص من القوة الساحقة للمكوّن الديموقراطي .

في كل الأحوال شهور عصيبة ورياح عاتية غربية وعواصف رعدية تنذر بخلخلة العالم أجمع . عسى أن تمرّ بسلام على منطقتنا العربية وتكون باتجاه ماتشتهيه سفن الأبيض المتوسط والخليج العربي.