مخاطر الخبز والطحين الأبيض

جميعنا يعرف أو سمع بمضار الطحين الأبيض . قد يكون عبارة عن خبز شرق أوسطي أو مغاربي أو فرنسي أو أفغاني أو مكسيكي أو عجين بيتزا أو معجنات أو فطاير أو بعض المقرمشات أو حلويات أو غيرها . لنستعرض بعضا من الجوانب السلبية للطحين الأبيض .

1- انعدام الألياف والبروتينات : يجب ألا ننسى أن الأكل برغم متعته فالهدف منه في النهاية هو تغذية الجسم عبر هضمه و امتصاصه وتوزيعه وتخزينه بطرق معقدة . لذلك يجب أن نفكر في ذلك مليا طول الوقت . والطحين الأبيض بكل أشكاله لا يقوم بهذه الوظيفة بتاتا . فالمعروف أن الحبوب عندما تتم معالجتها عبر التكرير فإن الطبقات التي تغلف البذرة وكذا مكونات اللب في وسطها تتم إزالتها وتدميرها تماما. وبالتالي يكون لدينا في النهاية منتج خالي من الألياف قد فقدَ الكثير أو معظم عناصره الغنية . والنتيجة طحين مكوّن من نشويات خالصة . قد تقرأون على الغلاف أن الطحين المكرّر مدعم بفيتامينات B والحديد وغيرها، ولكن يجب العلم أن المكوّن لايحتوي على الألياف والبروتينات الأصلية التي كان يحتويها في شكله الخام .فالألياف مهمة لعمل الجهاز الهضمي وتساهم في المحافظة على توازن صحي بين البكتيريا المفيدة والسيئة في الأمعاء وكذا التخلص من الإمساك . والبروتينات الأصلية مفيدة جدا للجسم والعضلات أساسا.

2- مستويات ضغط الدم غير المنتظمة : بالنظر إلى المعدلات المتدنية لمعدل الألياف والبروتينات الأصلية أو انعدام وجودها في الطحين الأبيض والتي تساهم بشكل فعال في تبطيء عملية الهضم فإن المنتجات المعدّة من الطحين الأبيض يتم هضمها وامتصاصها من طرف الجسم بطريقة أسرع . وهذا يؤدي بالتالي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم وبالمقابل يتم حرقه بطريقة سريعة جدا ويصبح المرء يبحث عن أي نشويات لتعديل الوضع مما يزيد الأمر سوءاً .

3- خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 : عندما يرتفع السكر في الدم بسرعة ، يتم ضخ الأنسولين الزائد في مجرى الدم لدفع السكر إلى داخل الخلية . عندما يحدث هذا على أساس منتظم ومتكرر، تصبح الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين . يتسبب هذا بمرور الوقت في صعوبة التحكم في مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم . الأبحاث المنشورة في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية خلصت إلى نتيجة مفادها أن الأشخاص الذين يستهلكون وجبات قوامها الحبوب الكاملة يوميًا – وكمية قليلة من الحبوب المعالجة والمكررة – تتكون لديهم كمية قليلة من نوع الدهون التي تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

4 – السمنة : مايحصل بعد تناول الكربوهيدرات المكررة مثل المعجنات والخبز الأبيض والبيتزا وغيرها ، هو أن فائض السكر في مجرى الدم – ما لم يتم استخدامه على الفور عبر نشاط حركي – سوف يتم تخزينه على شكل دهون في الجسم . بالإضافة إلى ذلك ، فإن استنزاف سكر الدم بسرعة سيجعل الإنسان يشعر بالجوع بعد الأكل بفترة وجيزة . لذلك سوف نحس بالحاجة الشديدة لتناول وجبة خفيفة أخرى، مما قد يؤدي إلى زيادة تناول السعرات الحرارية بالمحصلة .

5- أعراض الاكتئاب : قد يكون طعمه لذيذًا ، لكن هذا الخبز الأبيض يمكن أن يؤثر سلبًا على مزاجك. وجد بحث جديد نُشر بالمجلة الأمريكية للتغذية السريرية صلة بين استهلاك الكربوهيدرات المكررة – مثل الخبز الأبيض – والاكتئاب لدى النساء بعد انقطاع الطمث. وأظهرت أنه يمكن أن تؤدي الاستجابة الهرمونية نفسها التي تسبب انخفاض مستويات السكر في الدم إلى تقلبات مزاجية وإرهاق وأعراض أخرى للاكتئاب. بالإضافة إلى هذا فإن هناك دلائل حسية تشير بوضوح إلى أن السمنة وما يصاحبها من عدم الرضا عن الذات تدفع الإحساس بالإكتئاب إلى مستوى أسوأ.

كلمة أخيرة : نتمنى أن يتم دعم المواد الغذائية المكونة من الحبوب الكاملة من طرف وزارات الصحة في العالم العربي . وأيضا رفع الثمن على منتجات الطحين المكرر لموازنة الإنفاق … الحل المثالي طبعا هو منع إنتاج أو دخول المنتجات المكونة من الطحين المكرر ، ولكن ذلك يبدو صعب التحقيق . الإعلانات والحملات الإعلامية لوزارة الصحة عبر القنوات الإعلامية الرسمية وغيرها من الطرق عن محاسن الحبوب الكاملة وأضرار الحبوب التي خضعت لعملية التكرير تبدو فكرة صائبة أيضا . لذلك نطلب من مسؤولي تنظيم إنفاق الموازنة العامة أن يخصصوا مبالغ أكبر لوزارة الصحة للقيام بحملات إعلامية بالمستوى والمحتوى المطلوب. لأن وزارة الصحة تنفق مئات الملايين من الدولارات لمعالجة الأشخاص من الأمراض النفسية والجسدية المرتبطة بالطحين المكرر . بذلك فإن شركات الدعاية التجارية الكبرى ستجد طرقا للوقوف بوجه موجات الضغط المحتملة من طرف المصنعين للمواد المرتكزة على الطحين المكرر ودفعها لإنتاج بدائل صحية في متناول جميع الفئات من الناس .

سلمكم الله